أقيم الجمع العام التاسع عشر لشبكة هيئات التقنين المتوسطية بمدينة مرسيليا الفرنسية يومي 16 و17 نونبر 2017، بدعوة من المجلس الأعلى للسمعي البصري الفرنسي. كما احتفت الهيئات العضوة خلال هذا الجمع بالذكرى العشرين للشبكة.

كما حضر هذا الجمع العام تسع عشرة مؤسسة تقنينية من سبع عشرة دولة من حوض البحر الأبيض المتوسط، وهم كالآتي: وكالة تنظيم الاتصالات بالبوسنة والهرسك، وهيئة الإذاعة والتلفزة بقبرص، ووكالة وسائط الإعلام الالكترونية بكرواتيا، والمجلس السمعي البصري الأندلسي، والمجلس السمعي البصري الكاطالوني بإسبانيا، واللجنة الاسبانية للأسواق والمنافسة، والمجلس الأعلى للسمعي البصري بفرنسا، وهيئة التقنين بجبل طارق، والمجلس الوطني للإذاعة والتلفزة باليونان، ومجلس البث التلفزي عبر الكابل والساتل بإسرائيل، ولجنة وسائل الإعلام المستقلة بكوسوفو، والمجلس الوطني للسمعي البصري بلبنان، وهيئة البث المالطية، والهيأة العليا للاتصال السمعي البصري بالمغرب، والمجلس التنسيقي السمعي البصري بمولدافيا، وهيئة تقنين الاتصال الاجتماعي بالبرتغال، ووكالة خدمات الإعلام السمعي والسمعي البصري بجمهورية مقدونيا، ووكالة وسائط الإعلام الالكترونية بصربيا، والمجلس الأعلى للإذاعة والتلفزة بتركيا، حيث تم تمثيل إحدى عشرة مؤسسة من قبل رئيسها. وتجدر الإشارة أن كل من المعهد الوطني للسمعي البصري الفرنسي والمركز المتوسطي للاتصال السمعي البصري قد حضرا بصفة مراقب.

وخلال الجلسة الافتتاحية سلم السيد خوسي ماريا كينارت إصولا، الرئيس المنتهية ولايته وعضو اللجنة الاسبانية للأسواق والمنافسة، الرئاسة للسيد أوليفيي شراميك، رئيس المجلس الأعلى للسمعي البصري بفرنسا.

وقد تمحورت أشغال الجمع العام حول موضوع “التقنين في خدمة الانسجام المجتمعي في ظل العصر الرقمي”.

وتطرق المشاركون لهذا الموضوع من أربع زوايا مختلفة: ملائمة التقنين السمعي البصري، الأمن والوسائل الإعلام، التربية على الإعلام وحماية الجمهور الناشئ والتنوع في وسائل الإعلام. تناول المشاركون فيما يخص النقطة الأولى مسألة مراجعة التوجيه قيد الانجاز “الخدمات السمعية البصرية”، الرهانات التي تفرضها الخوارزميات، تقنين الشبكات، علاقة التداخل بين التقنين والتقنين المشترك والتقنين الذاتي. أما بالنسبة لموضوع الأمن والوسائل الإعلام فقد تم مناقشة كيفية معالجة المواضيع خلال فترات الأزمات. وفيما يتعلق بالتربية على الإعلام وحماية الجمهور الناشئ تم تقديم أحدث المبادرات الوطنية. وأخيرا تم التطرق لموضوع التنوع في وسائل الإعلام في أبعاده الثلاث: التنوع الثقافي، التعددية الإعلامية وتقبل الأخر.

أعقاب هذه الأشغال وبمبادرة من الرئاسة الفرنسية، اعتمدت شبكة هيئات التقنين المتوسطية بإجماع، يوم 17 نونبر، إعلان مرسيليا “من أجل تقنين متجدد للسمعي البصري في البيئة الرقمية”، والتي التزمت المؤسسات الأعضاء من خلاله بالعمل وبشكل حاسم من أجل تقنين ملائم للاتصال السمعي البصري مع العهد الرقمي ومتطلباته الديمقراطية، خاصة الانسجام الاجتماعي.

وتلتزم كذلك بما يلي:

  • ملائمة ممارساتها وآلياتها التقنينية عن طريق الحرص على إشراك كل فاعلي الاتصال السمعي البصري فيها، خصوصا الخدمات الرقمية الجديدة؛
  • اكتساب التجارب والخبرات وتبادلها في مجال التقنين في البيئة الرقمية، وذلك بتمتين علاقات التعاون سواء في إطار الشبكة المتوسطية أو على مستوى العلاقات الثنائية؛
  • متابعة أشغال الشبكة وتعميق أبحاثها حول ضرورة تطوير التقنين السمعي البصري؛
  • وضع نتائج هذه الأشغال والأبحاث رهن إشارة السلطات العمومية والهيئات الجهوية والدولية لإغناء رصيدها حول رهانات الاتصال السمعي البصري في ظل العصر الرقمي.

وقد تميزت سنة 2018 بتنظيم اللجنة الاسبانية للأسواق والمنافسة لورشة عمل جاءت كتتمة لإعلان برشلونة بتاريخ نونبر 2016، حول المعالجة الإعلامية المتعلقة بأزمة اللاجئين والمهاجرين في المنطقة المتوسطية. كما تعهدت الشبكة، بمبادرة من الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري المغربية وبدعم من الرئاسة الفرنسية، بتعزيز دور المؤسسات التقنينية السمعية البصرية في مجال المساواة بين الجنسين، وذلك عبر المشاركة في الدورة الثانية والستون للجنة وضع المرأة شهر مارس 2018 بمدينة نيويورك. وبالموازاة مع ذلك، ستواصل مجموعة العمل المعنية ب”النوع والإعلام” عملها فيما يتعلق بالعنف ضد المرأة تحت إشراف كل من الهيئة البرتغالية والكطالانية.

ومن المرتقب أن يجمع رئيس شبكة هيئات التقنين المتوسطية خلال السنة الجارية رؤساء مؤسسات نظيرة حول إشكاليات المشتركة للتقنين وسبل ملائمتها مع العصر الرقمي.

وعقب هذا الاجتماع، تم تسليم نيابة رئاسة الشبكة للمجلس السمعي البصري بكاطالونيا، عضو مؤسس للشبكة، والذي يترأسه السيد روجي لوباشي إكريوي. ومن المنتظر أن يحتضن هذا المجلس الاجتماع العام العشرون للشبكة في غضون الخريف المقبل. كما سيتولى نيابة الرئاسة المنتهية ولايتها للجنة الاسبانية للأسواق والمنافسة.

وفي الختام، شكل هذا الجمع المنعقد بمرسيليا الذي صادف الذكرى العشرون للشبكة فرصة لتقديم وإطلاق الموقع الاليكتروني الجديد للشبكة، الذي طوره المجلس الأعلى للسمعي البصري الفرنسي بتعاون مع الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري المغربية، والذي يعرض جليا الشعار الجديد للشبكة.